اليهود في أوروبا ودعوى المساواة
فأعلنت الثورة الفرنسية: أن الناس سواء، وهذا الشيء لم يصدقه اليهود ؛ لأن اليهود كانوا محتقرين جداً في أوروبا ، وهم أهل لأن يحتقروا، وأن يبادوا، لكن لا يعني ذلك أن يظلموا، فكان الأوروبيون من النصارى يظلمون اليهود؛ بحيث إن كل شر يقع في الدنيا فإنه يمكن أن ينسب إلى اليهود؛ لخبثهم. فقد انتشر وباء خطير كاد يقتل أكثر الغربيين في أوروبا، ويسمونه: الطاعون الأسود، وهذا مشهور عندهم في التاريخ، فأعلن البابا: أن هذا الوباء بسبب اليهود ، وأن الذين أتوا به هم اليهود ، وهذا الطاعون إنما أرسله الله عليهم جميعاً بكفرهم، لكنهم ينسبون كل شر إلى هذه الفئة الخبيثة المجرمة.فـاليهود لم يصدقوا هذه المساواة، والإقطاعيون لم يصدقوا، والأتباع وعبيد الأرض لم يصدق أحدهم أنه يمكن أن يكون مثل المالك، فأعلنوا ذلك الشعار، وضحوا من أجله، وطارت دماء، وصارت حروب وفتن؛ حتى يرتفع ذلك الشعار، ولم يكد أحد يصدق ذلك الكلام؛ ولهذا أتوا بشعار الوطن والوطنية؛ وأنه ما دام أن الوطن يجمعنا فالحقوق الوطنية كلنا فيها سواء أياً كانت طبقة الإنسان، وأياً كان موقعه الاجتماعي، لكن هذا الشعار لم يحققق في أرض الواقع.